تجربتي مع دعاء ربي إني مغلوب فانتصر
تجربتي مع دعاء ربي إني مغلوب فانتصر من أكثر التجارب العظيمة التي مررت بها، هذه الكلمات القوية التي كانت لها عظيم الأثر في تبدد الحزن والألم، والتخلص من كافة الشدائد، هذا الدعاء الذي دعا به سيدنا نوح ربه عندما اشتد عليه أذى واستهزاء قومه، فكيف كان إرضاء الله له، وكيف كانت نهاية قومه عبرة لمن يتعظ، لذا لازمت هذا الدعاء الذي سكن فؤادي فأجبره الله.
تجربتي مع دعاء ربي إني مغلوب فانتصر
محتويات المقال
إن الدعاء هو جبر القلوب وشريان الحياة وعلاج الشدائد بشتى تفاصيلها المؤذية أو الغير محببة، وإن من أكثر الأدعية القوية التي أدهشتني في إجابتها، دعاء سيدنا نوح لربه “ربي إني مغلوب فانتصر” الذي كان يلزمه يقين الاستجابة من الله عز وجل، فهذه هي أعلى درجات الإيمان التي كان عليّ التحلي لها، وسرعان ما تبدد كل ما كان يحاوطني من ظلم وآلام، لذا أشارك تجربتي كالآتي:
- لقد وقع عليّ ظلم كبير من أحد معارفي واتهمني بأبشع الاتهامات الزائفة التي لم ارتكبها حقًا، ولم يسمعني أحد ولا دفاعي عن نفسي، وصدقه الجميع.
- أصابني يأس وإحباط وحالة من الكره الشديدة انتابتني لكل ما يوجد حولي، حتى استيقظت من غفوتي ولجأت إلى الله واثقة به أنه لن ينصر قول زور ولا افتراء كاذب.
- ظللت أدعو كل يوم هذا الدعاء الإعجازي، وكلما أدعو يملأ قلبي الراحة والسكينة، وما إن مر شهر حتى ظهرت الحقيقة وحدها واتضح من الكاذب ومن الصادق، وكان هذا من عجائب قدرة الله عليّ وكرمه ولطفه.
تفسير آية “ ربي إني مغلوب فانتصر ”
إن من أهم أسباب إيماني الكبير به الآية العظيمة، هو تفسيرها الذي أنار الحياة من حولي وجدد لي الأمل وكان أساس تجربتي مع دعاء ربي إني مغلوب فانتصر، حيث يتمثل تفسيرها في الآتي:
- أتت الآية توضح مدى سرعة استجابة الله عز وجل لنبيه نوح، حينما لن يتوقف قومه عن إيذائه، فتوجه لله داعيًا “ربي إي مغلوب” “فانتصر” هنا تظهر فاء السرعة التي تؤكد سرعة استجابة الله له ونصرته على قومه الذين أخذهم الطوفان.
- تفسير الطبري: يوضح أنها كانت مناجاة وتضرع من سيدنا نوح إلى الله، للانتقام من قومه لتكذيبهم له وسبه، وفرض أكبر عقوبة عليهم.
- تفسير الإمام البقاعي: شكوى سيدنا نوح لربه وتذلله له، وقوله “إني مغلوب” للشكوى من قومه، مما يدل هذا على ضعفه أمام الله، والحث على الدعاء والتذلل لله تعالى والتضرع له بالدعاء.
أثر دعاء “ربي إني مغلوب فانتصر”
لماذا يعتبر هذا الدعاء من أقوى الأدعية التي تأتي فيها سرعة وحتمية الاستجابة، من متى لم ينصر الله الضعيف، ومتى انتصر الظالم على المظلوم، بل الله يؤخرهم إلى أجل قريب حتى يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وإن هذه الآية تتضمن أقوى طرق الاستغاثة والتضرع لله، فتتجلى آثارها في الآتي:
- تحقيق المطالب المرجوة التي ظن العبد أنها مستحيلة إلا على الله.
- التخلص من المصائب وحل المشكلات المؤرقة للقلب.
- النصر على الخصوم الظالمين، لا سيّما إن كان العبد قليل الحيلة.
- تظهر مدى افتقار العبد لله، وتعزيز الإيمان في القلب، وقدرة الله وعجائب قدرته.
- إزالة الكرب والهم والحزن، وتبدلها لفرحة وسعادة وفرج.
- تبدد أي ضعف وخوف عند المداومة عليه، وذكر قصة سيدنا نوح عليه السلام باستمرار.
- إدراك مدى حاجتنا لنصرة الله، وأنه لا ناصر لنا غيره.
في ختام تجربتي مع دعاء ربي إني مغلوب فانتصر، فلا بد من إدراك المؤمن أنه فقير دائما إلى الله، وعلينا تمعن النظر بفضل الدعاء، فهو الرابط الدائم بيننا وبين الله.